يرتبط الكثیر من العوامل الطبیعیة بإنتاج البیض، ولكنّ القلش أكثر هذه العوامل تأثيراً، بعد بدء القلش، تضع الدجاجات البیاضة الجیدة بیضاً قلیلاً ومنها من يتوقّف عن وضع البيض عندما یبدأ القلش ویستمر.
بمراقبة جناح الطائر عند القلش، یمكن تقدیر طول الفترة التي یتوقّف فیها الطائر عن وضع البیض، فلو أنّ الطائر یقلش بشكل منتظم، أي (ریشة كلّ أسبوع)، يتمّ عدّ أسابیع التوقف من وقت آخر بیضة موضوعة ولو كان ريش الطائر مطابقاً سریع القلش، تسقط أكثر من ریشة في المرة الواحدة، وعدد الریش الساقط يجب أن يؤخذ في الحسبان. المرة الواحدة (من سقوط ريشة) یقابلها أسبوعاً واحداً عندما تقوم الطیور البریة بتغییر ریشها.. فإنّ إنتاج البیض یتوقف نظراً لأنّ الطائر یسحب المواد البروتینیة لتكوین الریش بدلاً من إنتاج البیض، ولكن بعد تقدّم أنظمة تربیة الدجاج مع تدخّل العوامل الوراثیة وعوامل التغذیة… أصبحت فترة إنتاج البیض تمتدّ لتغطّي موسم تغییر الریش في شهور الصیف. وكانت النتیجة أنّه أمكن تغییر میعاد القلش إلى ما بعد فترة انتاج البیض، أو أن تبیض الدجاجة في وقت تغییر الریش.. وذلك یؤكّد خطأ الإعتقاد بأنّ الطیور لا یمكنها أن تبیض في وقت القلش، او أنّ بدایة عملیة القلش تعتبر نهایة لفترة البیض. والحقیقة توضح أنّ الطیور تتأخّر في القلش، لأنّها بدأت متأخرة في الإنتاج، كما أنّ سلالات الطیور الحدیثة العالمیة الإنتاج تثبت فیها العوامل الوراثیة التي تجعلها تبیض بنسبة عالیة طوال العام حتى في فترة القلش، كما أنّ تهیئة العنبر والتهویة السلیمة تؤدّي إلى اختفاء أثر حرارة الجو او برودته صیفاً وشتاء. وعملیة تغییر الریش تتمّ بنظام ثابت. یبدأ في ریش الرأس، ثمّ الرقبة، ثمّ ریش الجسم (ریش الصدر والظهر والبطن) وبعد ذلك ریش الجناحين وریش الذیل وهناك انتظام ثابت حتى في تغییر ریش الجناح (Primaries) في السقوط وتبقي الحوافي (Secondaries) وأوّل ریشة تسقط من القوادم هي الریشة الملاصقة للریشة الوسطى.
ويتساقط الريش بالترتيب حتى ينتهي سقوط آخر ريشة (رقم 10) من القوادم، والتي توجد في طرف الجناح، يُظهر أنّ عملية سقوط ريش الخوافي غير منتظمة. سقوط ريش القوادم يحدث بترتيب معيّن، حيث تسقط الريشة الوسطى في الوقت الذي تسقط فيه ريشة الحواف الملاصقة لها. وقد وجد أنّ ريش القوادم ينمو في حدود 6-7 أسابيع. تستمرّعملية تساقط الريش لمدّة 8 أسابيع في الطيور السريعة القلش، وحوالي 12 أسبوعًا في الطيور البطيئة القلش.
يُلاحظ أنّ الطيور البطيئة القلش تغيّر ريشة واحدة كل فترة معيّنة، بينما تغيّر الطيور السريعة القلش أكثر من ريشة في نفس الوقت. ووجد أنّ الطيور البطيئة القلش تتوقّف عن إنتاج البيض قبل بداية تساقط ريش الجناح، ونادرًا ما تضع بيضًا طوال فترة التساقط. أمّا الطيور السريعة القلش، فإنّها تستمر في إنتاج البيض حتى بعد بداية سقوط 3-5 ريشات من ريش القوادم. تبدأ الطيور ففي تساقط ريشها بعد 8-10 شهور من بداية الإنتاج، وتسمّى الطيور ذات التساقط المبكر.
أمّا الطيور ذات التساقط المتأخّر، فتبدأ عملية التساقط بعد 12-15 شهراً من بداية الإنتاج. لذا يحاول علماء التاصيل باستمرار استنباط سلالات ذات تساقط متأخّر وتثبيت هذه الصفة في السلالات التجارية المنتجة للبيض، حتى يمرّ موسم الإنتاج كلّه (12-13 شهرًا) من دون أن يتأثّر القطيع بعملية التساقط.
وتكون الطيور العالية الإنتاج سريعة في عملية تبديل الريش بعد انتهاء فترة إنتاجها التي تمتدّ لمدّة عام. إذا تمّ تبديل الريش أثناء فترة الإنتاج، يحدث ذلك ببطء ويستمر لفترة طويلة، لأنّ الطائر يقوم بجهد مزدوج في الوقت نفسه: جهد إنتاج البيض وجهد تكوين الريش. يجب أيضًا الأخذ بعين الإعتبار أنّ وقت ودرجة تبديل الريش تتأثران تمامًا بالتغيرات البيئية والطبيعية، وكذلك تتأثران بوزن الطائر والتغذية والرعاية.
تُعتبر ظاهرة القلش ظاهرة طبيعية تحدث للطيور بعد انتهاء موسم إنتاج البيض، ويكون ميعاد القلش الطبيعي في أواخر الخريف. قد تبدأ بعض الطيور في القلش قبل هذا الموعد، ويكون وزن الريش حوالي 7% من وزن الطائر، ويحتوي على حوالي 82% من البروتين. يشكّل بروتين الريش حوالي 20% من إجمالي البروتين الموجود في جسم الدجاجة.
الصورة العلوية تظهر شكل ريش الجناح قبل القلش، حيث يظهر 10 ريشات من القوادم، ثم الريشة الوسطى (×)، ثم ريش الخوافي الموضح بالخطوط المتقطعة. أمّا الصورة السفلية، فتُظهر مرحلة من مراحل القلش بعد حوالي أسابيع من بداية القلش. يُلاحظ أنّ الريشة من1-3 تمّ سقوطها عند بداية عملية القلش، واستُبدلت بريش جديد تام التكوين عمره 6 أسابيع، والريش من 4-7 القديم تمّ سقوطه واستُبدلت بريش جديد عمره 4 أسابيع. الريش من 8-10 القديم سقط وأصبح بدله الريش الجديد غير كامل التكوين وعمره الآن أسبوعان.
يحتوي الريش أيضًا على كمية من الكبريت، لذا يجب أن تحتوي عليقة الدجاج في فترة القلش على المواد البروتينية، وبشكل خاص الأحماض الأمينية الغنية بالكبريت، لتساعد في تكوين الريش. ويجب أيضًا أن تحتوي العليقة على باقي المركبات الغذائية بنفس المستويات المقدمة في حالة إنتاج البيض بنسبة 50%، لأنّ الدجاج في هذه المرحلة يعتبر في مرحلة بناء أنسجة بروتينية جديدة (الريش)، وحتى يتمكّن من اجتياز فترة تغيير الريش بسرعة لاستقبال موسم إنتاج جديد دون أن يتأثر احتياطي المركبات الغذائية المدّخرة في جسمه.
في ما يتعلق بالهرمونات أو الإضافات التي قد تسبّب وقف دورة وضع البيض لفترة أو تسبّب حدوث القلش، يضع الدجاج البيّاض من السلالات المتخصصة بيضًا مربحاً من الناحية الإقتصادية أثناء ذروة الإنتاج. وتكون الكفاءة التحويلية حوالي 2 كيلو جرام لكل كيلو جرام من البيض، ثمّ يزيد هذا الرقم إلى حوالي 3 كيلو جرام أو أكثر بعد حوالي ستة أشهر من الإنتاج. وهو ما يجعل إنتاج البيض غير اقتصادي، فضلاً عن هشاشة القشرة وزيادة نسبة البيض المشروخ وظهور صفات غير مرغوبة في البيض، ممّا يدعو العديد من المربين إلى استبعاد القطيع واستبدال الدجاج الكبير السن باللدجاج الصغير السن.
هناك بعض الطرق التي يمكن اتباعها لإعادة الدجاج العجوز إلى حالة إنتاجية اقتصادية. يتعرّض الدجاج لإحدى العوامل التالية: منع الغذاء أو الماء عن الدجاج لفترات طويلة يومياً، أو تعريض الدجاج البيّاض لفترات ظلام طويلة يومياً.
ظهرت هنا بعض الإستخدامات المحتملة لبعض الإضافات المنشّطة للغدة الدرقية في الأعلاف والتي قد تؤدّي إلى حدوث قلش إجباري وتوقف عن وضع البيض:
استخدام بعض الإضافات المحفّزة للغدة الدرقية في الأعلاف
- يُستخدم ذلك لتحفيز نشاط الغدة الدرقية وقد يؤدّي إلى تحفيز قلش الطيور وتوقف إنتاج البيض.
- استخدام بعض الإضافات المضادة لفعل الغدة الدرقية
- يُمكن استخدام بعض المضادات لتثبيط نشاط الغدة الدرقية، ممّا قد يؤدّي إلى قلش إجباري وتوقّف عن وضع البيض.
- إضافة البروجسترون إلى العليقة
- يُمكن إضافة البروجسترون إلى العليقة لتحفيز عمليات قلش الطيور وتوقف وضع البيض.
- يمكن استخدام بعض المنتجات التجارية أو corticosterone لتعديل نشاط الغدد والتأثير على دورة البيض وإحداث قلش.
تغذية على أكسيد الزنك بنسبة تجعل نسبة الزنك في العلف 2000 جزء في المليون لمدة 5 إلى 13 يومًا و يُستخدم أكسيد الزنك بمستويات محددة لتحفيز عمليات قلش الطيور.
يرجى ملاحظة أنّ استخدام أي عامل من هذه العوامل قد يؤدّي إلى حدوث قلش إجباري للدجاج، ممّا يتسبب في توقّف إنتاج البيض. قد وُجِدَ أنّ حدوث القلش الإجباري في الطيور يمكن أن يستمرّ لفترة تتراوح بين 45 إلى 60 يومًا. وفي الفترة التي تليها، يزيد إنتاج البيض بنسبة تتراوح بحوالي 11% بعد انقضاء فترة القلش.
من الجانب الآخر، يرى بعض الباحثين أنّه يمكن تحقيق فترة استراحة معيّنة للدجاج أثناء وضع البيض دون الّلجوء إلى حدوث قلش إجباري. فقد تُظهر الدراسات أنّ إضافة 5000 جزء في المليون من اليود (على شكل يودوربوتاسيوم) يمكن أن يؤدّي إلى توقّف وضع البيض بعد أسبوع من المعاملة، ويعود الدجاج بعد إيقاف إضافة اليود في العليقة إلى وضع البيض مرة أخرى.
نُلاحظ أنه خلال فصل الصيف يحدث قلش لدى الطيور يستمر لمدة 4 أشهر، حيث يقلّ انتاج البيض بشكل كبير نتيجة لتكوين الريش الجديد. في السلالات التجارية التي تعتمد على إنتاج عالي للبيض، حرص علماء التأصيل على استمرار إنتاج الدجاج لمدّة عام كامل دون تأثير كبير لشهور الصيف على عملية القلش. ولكن باتباع برنامج القلش الاجباري، تقل مدّة القلش من 4 أشهر إلى 8-10 أسابيع فقط.
تمّ وصف عملية القلش الطبيعية، حيث يبدأ الطائر في تغيير ريشه بعد انتهاء موسم الإنتاج الذي يستمرّ حوالي 12 شهرًا. عندما يبدأ الطائر بعملية القلش، ينخفض الإنتاج إلى حدّ غير اقتصادي، ممّا يجعل مربّي الدجاج يفكر في التخلص من القطيع وتربية قطيع جديد للإستفادة من معدّل الإنتاج العالي عند بداية فترة الإنتاج.
ومع ذلك، هناك ظروف تجعل المربّي يفضل استخدام القطيع نفسه لموسم إنتاجي ثانٍ بعد اتباع نظام القلش الاجباري، وذلك رغم أنّ الإنتاج في الموسم الثاني قد يكون أقل من إنتاج الدجاج في الموسم الأول. وذلك للفوائد التالية:
- ارتفاع سعر الكتاكيت أو تعذّر الحصول عليها في مواعيد محدّدة، أو ندرة السلالة وأهميتها.
- توفير في تكلفة الحصول على دجاجة منتجة للبيض، حيث يتمّ توفير ثمن كتكوت جديد ويتمّ توفير جانب كبير من تكاليف فترة النمو.
- سرعة الحصول على دجاجة منتجة للبيض، حيث أنّ فترة القلش الاجباري لا تتجاوز 10 أسابيع، بينما تمتدّ فترة النمو وحتى مرحلة البلوغ الجنسي حوالي 22 أسبوعًا.
في العادة، يقوم المربّي بعملية القلش الاجباري لقطيع مرتفع الكفاءة في الموسم الإنتاجي الأوّل، ليكون ضامنًا لقطيع جديد ذي إنتاجية عالية في الموسم التالي. وإذا كان القلش الاجباري نتيجة لأمراض أو مشاكل تؤدّي إلى دخول القطيع في قلش اجباري، فيمكن لمربّي الدجاج أن يقبل ببعض خسائر الإنتاج في الموسم الأول.
ضمان العدد المستهدف من الطيور
يقوم مربّي الدجاج بضمان عدد من الطيور يقارب العدد الحالي لديه في نهاية الموسم الإنتاجي الأول. قد لا يكون العدد نفسه إذا تمّ تربية قطيع جديد يتعرّض لنسبة نفوق عالية في الكتاكيت أو يصاب القطيع بأمراض خلال فترة النمو، خاصةً مرض الماريك.
استخدام برنامج القلش الإجباري في ظروف غير طبيعية
يمكن لمربّي الدجاج استخدام برنامج القلش الإجباري عندما ينخفض سعر البيض أو يصعب تسويقه بسبب ظروف غير طبيعية، أو عندما يصعب الحصول على إحدى مكوّنات العلف. في هذه الحالات، يمكنه تركيب عليقة غير متوازنة تقلّل من الإنتاج، لذا يُفضل الّلجوء إلى القلش الإجباري كوسيلة ضرورية.
عندما يقرّر المربّي اتباع برنامج القلش الإجباري، يجب أن يأخذ في اعتباره العوامل التالية:
- تمتدّ فترة الإنتاج في الموسم الأول إلى حوالي 12 شهرًا، ولكن في الموسم الثاني تمتدّ فترة الإنتاج إلى مدّة لا تزيد عن 9 شهور.
- تنخفض نسبة الإنتاج في الموسم الثاني عن الموسم الأول، حيث قد تصل قمّة الإنتاج في الموسم الأول إلى %90، بينما لا تزيد في الموسم الثاني عن %85. ويكون الإنتاج الكلّي للبيض على مدى 9 أشهر حوالي %85 من إنتاج نفس المدة في الموسم الأول.
- يعوّض انخفاض معدّل البيض في الموسم الثاني بكبر حجم البيضة. يبدأ الإنتاج في الموسم الأول ببيض صغير الحجم ويتزايد بالحجم مع التقدّم في العمر. في الموسم الثاني، يكون حجم البيضة كبيرًا بعد فترة قصيرة من بداية الإنتاج ويستمر كبيرًا طوال فترة الإنتاج.
- في مرحلة القلش، ينتج القطيع عددًا قليلاً من البيض لمدة 6-8 أسابيع من بداية القلش
تحسين صفات القشرة:
في حالة انخفاض كفاءة القشرة في الموسم الإنتاجي الأوّل، يمكن أن يكون القلش الاجباري وسيلة لتحسين صفات القشرة. تستمرّ كفاءة القشرة بالإرتفاع لمدّة حوالي 4 أشهر في بداية الموسم الثاني، ثم تبدأ في الانخفاض، خاصةً إذا كانت تصادف شهور الصيف الحارة.
ارتفاع معدّل استهلاك العلف:
يرتفع معدّل استهلاك العلف قليلاً في الموسم الثاني، وذلك قد يكون نتيجة لتعويض الطائر عن الوزن الذي فقده خلال فترة القلش الإجباري.
زيادة نسبة النفوق:
يزداد معدّل النفوق الطبيعي في الموسم الثاني، حيث قد تصل إلى %1.2 شهرياً، عكس الموسم الأول الذي كانت نسبة النفوق فيه %1 شهرياً. ومع ذلك، يصبح الطائر أكثر مقاومة للعديد من الأمراض الوبائية مثل مرض النيوكاسل، وتقلّ نسبة النفوق الكلية.
متوسط وزن البيض:
يكون متوسّط وزن البيض أعلى من إنتاج العام الثاني. إذا كانت هناك تفضيلات للأحجام الكبيرة في السوق، فقد يكون للمربي ميزة ناتجة عن القلش الإجباري.
تسويق مباشر:
مربّي الدواجن الذي يبيع كمية كبيرة من إنتاجه مباشرة للمستهلكين أو يورد إلى منافذ التجزئة قد يحقّق ميزة فعاّلة أحيانًا نتيجة للقلش الإجباري. يمكن استخدام هذا الأسلوب في جدولة الإنتاج لتحقيق توافق بين إنتاج البيض الكبير الحجم وفترات الطلب المتزايد.
تأثير القلش على النوعية المستقبلية للبيض:
اكتمال عملية القلش يؤثّر على النوعية المستقبلية للبيض، بالإضافة إلى الفترة التي توقّفت فيها الطيور عن الإنتاج أثناء عملية القلش. يجب أن يأخذ المربي هذه العوامل في اعتباره، مع مراعاة مدى الوقت الذي كانت فيه الطيور تنتج قبل بداية عملية القلش.
إعداد: د. عبدالله عزوز
مصر