البرازيل تُحيي مرور 50 عامًا كأكبر مُصدّر للدجاج في العالم

قبل خمسين عامًا بالضبط، في الأول من أغسطس 1975، قامت البرازيل بأول شحنة رسمية من لحم الدجاج إلى السوق الدولية، لتبدأ مسارًا سيجعلها أكبر مُصدّر للبروتين الحيواني في العالم، وفقًا لتقرير حديث صادر عن الجمعية البرازيلية للبروتين الحيواني (ABPA).
كانت وجهة تلك الشحنة الأولى دولة الكويت وهي بلد في الشرق الأوسط ما يزال حتى اليوم واحدًا من أهم مستوردي الدجاج البرازيلي. وقد ساهمت هذه الخطوة الريادية في ترسيخ الثقة طويلة الأمد مع الأسواق الإسلامية، وخاصة دول الخليج، التي أصبحت لاحقًا شركاء أساسيين لصناعة الدواجن البرازيلية.

على مدى العقود الخمسة الماضية، صدّرت البرازيل ما يقرب من 100 مليون طن من لحوم الدجاج إلى أكثر من 150 دولة. وفي عام 2024 وحده، تجاوزت الصادرات 4.9 مليون طن، محققة إيرادات قاربت 10 مليارات دولار أمريكي. وتشمل أبرز الأسواق الحالية: الصين،الإمارات العربية المتحدة ، اليابان، المملكة العربية السعودية، والاتحاد الأوروبي، وهو ما يعكس الاعتراف العالمي بمعايير الجودة وسلامة الغذاء في البرازيل.

جزء كبير من هذه الصادرات عبارة عن منتجات حلال موجهة للمستهلكين المسلمين، إذ يتم شحن أكثر من مليوني طن سنويًا، مما يجعل البرازيل أكبر مُصدّر للدجاج الحلال في العالم. ويعمل هذا القطاع بشكل وثيق مع هيئات الاعتماد والسلطات الدينية والشركاء التجاريين للوفاء بالمتطلبات الصارمة المتعلقة بالشريعة والصحة وسلاسل التتبع.

وقال ريكاردو سانتين، رئيس الجمعية (ABPA):
“الاحتفال بالذكرى الخمسين لأول شحنة هو اعتراف بقوة سلسلة إنتاج تطورت على أساس العلم، والتكامل بين المزرعة والصناعة، والالتزام بسلامة الغذاء، وقبل كل شيء، ثقة الأسواق الدولية. إنها قصة بناها آلاف المنتجين والتعاونيات والشركات التي آمنت بإمكانات البرازيل.”
كما أشاد سانتين بالمشاريع القطاعية التي تم تطويرها بالتعاون مع الوكالة البرازيلية لتشجيع التجارة والاستثمار (ApexBrasil)، والتي ساعدت على ترسيخ صورة البرازيل كمورد موثوق للغذاء. وقد شملت هذه الجهود حملات ترويجية، والمشاركة في معارض تجارية دولية، وبناء علاقات استراتيجية دعمت التنويع والنمو المستمر للصادرات.
وأضاف سانتين:
“ذلك اليوم، الأول من أغسطس 1975، لم يكن مجرد بداية لصفقة تجارية، بل كان نقطة انطلاق لمسيرة ساعدت البرازيل على ترسيخ مكانتها كمورد استراتيجي للغذاء للعالم. وبعد نصف قرن، ما زلنا ملتزمين بالتميز والأمن الغذائي العالمي.”