VIV Turkey-Poultry & Livestock Middle East & africa magazine
إدارةتغذية

الاجهاد الحراري

بعض الإستراتيجيات الغذائية لتقليل مشاكل الاجهاد الحراري في الدواجن

الاجهاد الحراري يمثّل تهديدًا كبيراً يمكن أن يؤدّي إلى خسائر مالية كبيرة لصناعة الدواجن في كثير من مناطق العالم. لللأسف، لا توجد لدينا أرقاماً دقيقة عن تكلفة خسائر الإجهاد الحراري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. إلّا أنّ بعض التوقعات تشير إلى تكلفته تزيد عن 100 مليون دولار سنوياً، وتشير بعض الإحصاءات أنّه في العام 2023 بلغت الخسائر الإقتصادية لصناعة الدواجن في الولايات المتحدة الأمريكية من 128 إلى 165 مليون دولار.

ويعرف الإجهاد الحراري بأنّه عدم قدرة الدواجن على الحفاظ على التوازن بين إنتاج حرارة الجسم وفقدان الحرارة.

وتوجد درجات للإجهاد الحراري (معتدل، متوسطة، شديدة)، و تعتمد شدّة الإجهاد الحراري بشكل رئيسي على الإنتاج الحراري، الرطوبة، قدرة الحيوان على التنظيم الحراري، معدّل الأيض، العمر، الشدّة، ومدّة المرض لها الطائر للإجهاد الحراري .

ونظراً لعمليات التحسين الوراثي المستمرة في السلالات الجديدة من دجاج اللحم، فإنّ عملية التمثيل الغذائي عندهم سريعة، ممّا يجعلهم ينتجون حرارة أعلى ويكونون عرضة بشكل أكبرللإجهاد الحراري. وسنتناول في هذا المقال أهم مشاكل الإجهاد الحراري وكيفية التقليل من أثاره الجانبية عن طريق بعض الإستراتيجات الغذائية التي يمكن تطبيقها بشكل عملي.

الإجهاد الحراري:

ويعرف الإجهاد الحراري بأنّه عدم قدرة الدواجن على الحفاظ على التوازن بين إنتاج حرارة الجسم وفقدان الحرارة. والحالة تصيب طيور الدواجن نتيجة ارتفاع حرارة الوسط المحيط الذي قد يترافق في بعض الأحيان مع زيادة الرطوبة النسبية ويؤثّر سلبياَ على الأداء الإنتاجي للطيور وقد يصل إلى النفوق.

الطيور من ذوات الدم الحار (Homothermous) حيث تحافظ على درجة حرارة جسمها ثابتة نسبياً ، كما أنّ ليس لها غدد عرقية للتخلّص من الحرارة الزائدة وتحتوي على غدد دهنية جلدية ممّا يعيق التخلّص من الحرارة الزائدة ويتمّ تنظيم درجة حرارة الجسم بأربعة طرق:
– الإشعاع (Radiation) هو عملية نقل الحرارة من الجسم الساخن إلى الجسم البارد دون وجود وسط مادي، مثل الشمس تشع  فتنتقل الحراره من سطح الجلد عبر الهواء لأجسام أخرى.
التوصيل (CONDUCTING) هو عملية نقل الحرارة من جزء ساخن من الجسم إلى جزء بارد من نفس الجسم أو إلى جسم آخر ملامس له عن طريق التلامس المباشر ويتمّ بين جسم الدجاجة وأي جسم بارد آخر كالفرشة والأرضيات وغيرها.
-الحمل الحراري (convection): هو عملية نقل الحرارة بواسطة حركة الهواء أو السوائل حول الجسم.

  • البخر (Evaporation): هو عملية تحوّل الماء من الحالة السائلة إلى الحالة الغازية، وهذا يحدث عندما يتنفس الدجاج، حيث يتمّ تبخر الماء من الجهاز التنفسي، وهذا يساعد على تبريد الجسم

 

المدى الحراري المناسب للطيور:

مدى الراحة الحرارية (Thermo-comfortable zone): تتراوح ما بين 18-25 درجة مئوية ويكون عندها معدّل التنفّس30  مرة/الدقيقة والفقد الحراري نتيجة التنفس تقريباً 30% من مجموع الفقد الكلّي ويتمّ الحفاظ على الثوابت الفسيولوجية (الآس الهيدروجيني للدم والحرارة الداخلية).

 

عندما تكون درجة الحرارة في الحظائر ما بين 28- 30 درجة مئوية فإنّ هذه الطرق الثلاثة الأولى تكون كافية للتخلّص من الحرارة الزائدة.

ولكن مع ارتفاع درجة حرارة الحظائر وواقترابها من درجة حرارة جسم الطائر 41 درجة مئوية فإنّ هذه الطرق الثلاثة تصبح غير فعّالة لذلك تلجأ الطيور لطريقة التبخير الحراري للتخلّص من الحرارة الزائدة وهذه الطريقة تعتمد على تبخير الماء من الجهاز التنفسي عن طريق النهجان (اللهث Panting )

ومن المعروف أنّ تبخير1 جرام من الماء يستنزف ما يقارب 540 كالوري من الطاقة الحافظة، ممّا يرفع حاجة الطيور الى طاقة أكبر لابقاء درجة حرارة الجسم عند 42-41 درجة مئوية وعند ارتفاع درجة حرارة الجسم عن   42 درجة تظهر حالات النفوق في القطعان.

يلاحظ أن الطيور الأكبر في العمر أو الأكبر حجمًا تكون أكثر عرضة للإجهاد الحراري. هذا يرجع جزئيًا إلى ما يُعرف بالفعل الديناميكي النوعي للعناصر الغذائية الأساسية أو “Specific Dynamic Action”. هذه الطاقة الكامنة التي تنطلق نتيجة لعملية الهضم تخرج في صورة حرارة مباشرة ترفع من درجة حرارة الجسم، وهذا ما يُطلق عليه “Heat Increment”.

البروتين ينتج أعلى مستوى من الحرارة، بينما الكربوهيدرات تنتج مستوى متوسط، والدهون الجافة والزيوت تنتج أقلّ مستوى من الحرارة. بالإضافة إلى ذلك، الزيوت تنتج حرارة أقل بكثير من الدهون الجافة.

مع زيادة استهلاك العلف وزيادة الوزن، تزداد هذه الطاقة المنتجة، ممّا يجعل الدجاج الكبير الحجم أكثر حساسية للحرارة المرتفعة.

الحرارة المثالية في الحظائر:

الحرارة المثالية في الحظائر تعتمد على عمر الدجاج والظروف المحيطة، وهناك بعض النقاط الهامة التي يجب مراعاتها:

الكتاكيت الصغيرة في فترة التحضين: خلال الأسبوع الأول من الحياة، يحتاج الكتاكيت إلى حراره مرتفعة تصل درجة حرارتها إلى 35 درجة مئوية.

الدجاج الأكبر في العمر: مع تقدّم الدجاج في العمر، يقلّ الحاجة إلى الحرارة. بالنسبة للدجاج الأكبر، يجب أن تكون درجة الحرارة بين 20 و27 درجة مئوية.

الرطوبة النسبية: يجب أن تكون الرطوبة النسبية أقل من 50%. إذا زادت درجة الحرارة عن 35 درجة مئوية، فقد تظهر علامات الإجهاد الحراري.

يجب الإنتباه إلى أنّ الحرارة العالية بالإضافة إلى الرطوبة النسبية البالغة 100% قد تؤدّي إلى نفوق الدجاج.

بينما الحرارة العالية مع الرطوبة النسبية البالغة 50% تساعد الدجاج على التخلّص من الحرارة الزائدة عبر اللّهاث الرطب، ممّا يساعد في تنظيم درجة حرارة جسم الطيور.

أعراض الأجهاد الحراري في الدواجن:

  • ابتعاد الطيور عن بعضها البعض والبحث عن الأماكن الرطبة والأماكن جيدة التهوية في الحظائر وملامسة الأجسام الباردة كالأرضية والحوائط .
  • يغمر الطائر منقاره والدليات بالماء من المشارب.
  • نفش الريش ويستلقي ويبسط أجنحته ويبعد أجنحته من الجسم لزيادة سطح الجسم المعرض للهواء البارد.
  • انخفاض أستهلاك العلف بصورة ملحوظة (لخفض الحراره الهضمية Heat Increment ) حيث يفقد الطائر شهيته ويفقد الوزن ويتأثر سلباً الأداء الانتاجي لوحظ انخفاض في استهلاك العلف بنسبة 4-5% لكل واحد درجة مئوية تزيد عن 30 درجة مئوية.
  • زيادة استهلاك ماء الشرب بصوره ملحوظة وزيادة الإدرار البولي.
  • ظهور أعراض التعب على الدجاج ويتمدّد الطائر ويدخل في غيبوبة قد تؤدّي إلى النفوق.
  • زيادة سرعة التنفس بصوره ملحوظة ويدخل في حالة لهاث (Panting) ممّا يؤدّي إلى صعوبة في التنفّس وتحدث حالات من التشنّج والنفوق بين بعض أفراد القطيه نتيجة لارتفاع درجة قلوية الدم.
  • في حالة الدجاج البياض يقل أمتصاص للكالسيوم ، فتزيد نسبة البيض ذو القشرة الرقيقة والبيض الكسر.

اللهث أو النهجان:

كما ذكرنا سابقاً أنّ اللهث أو النهجان هو أحد الطرق التي يستخدمها الدجاج للتعامل مع الحرارة الزائدة فعندما ترتفع درجة الحرارة، يصبح من الصعب على الدجاج التخلّص من الحرارة العالية عبر الطرق الطبيعية مثل الإشعاع، التوصيل، والحمل الحراري. وبما أنّ الدجاج ليس لديه غدد عرقية، فإنّه يعتمد على اللهث كوسيلة رئيسية للتبرد.

عند اللهث، يتنفّس الدجاج بسرعة وبشكل سطحي، ممّا يسمح بتبخر الماء من الرئتين والمسالك التنفسية، عملية البخر هذه تستهلك كمية من الحراره وفقدان الكثير من الماء، ممّا يزيد من خطر الجفاف.

اللهث أو النهجان يمكن أن يؤدّي إلى تغيّرات في التوازن الحمضي القاعدي في الدواجن. عندما يتنفس الدجاج بسرعة للتبرد، يمكن أن يتم التخلص من كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يمكن أن يؤدّي إلى حدوث خلل في التوازن الحمضي القاعدي في الجسم.

هذا التغيير في التوازن الحمضي القاعدي يمكن أن يؤدّي إلى حالة تُعرف بـ قلوية الدم أو “Blood Alkalosis”، حيث يصبح الدم أكثر قلوية من الطبيعي. هذا يمكن أن يؤدّي إلى زيادة لزوجة الدم، ممّا يزيد من ضغط الدم.

ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يؤدّي إلى حمل زائد على الأوعية الدموية في أجزاء مختلفة من الجسم، بما في ذلك الكبد والمخ والكلى. في الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدّي هذا إلى انفجار الأوعية الدموية، ممّا يمكن أن يؤدّي إلى النفوق.

الاجهاد التأكسدي (Oxidative Stress): يعتبر واحد من أهم الاضطرابات الفسيولوجية التي تحدث بسبب الإجهاد الحراري ويكون في صورة زيادة في الشوارد الحرة  (Free radicals) ممّا يؤدّي إلى تلف الأنسجة والخلايا في جسم الطائر ممّا يزيد من فرص الإصابه بالعديد من الأمراض، وانخفاض في معدّلات النمو والاإنتاج. وتعمل مضادات الأكسدة على تحييد هذه الشوارد الحرة أو طردها من الجسم.

بعض الإستراتيجات الغذائية للتخفيف من الإجهاد الحراري:

تقنين الغذاء (Feed Restriction) :

تقديم العلف للطيور في أوقات اليوم البارده (الصباح الباكر أو المساء)، وتجنّب التغذية في الأوقات التي تشتد فيها درجة الحرارة وذلك لتقليل الحرارة الناتجة من التمثيل الغذائي عند استهلاك العلف .لوحظ أنّ التغذية في الأوقات الباردة من اليوم تحسّن من الأداء الإنتاجي للدواجن وتقلّل من شعور الطيور بالإجهاد الحراري.

ولكن وجد أنّ نظام تقنيين العلف يزيد من اندفاع الطيور وهجومها على العلف عن تقديم العلف ممّا قد يسبّب بعض النفوق.
التغذية الرطبة (Wet Feeding):

إضافة الماء إلى العلف تعمل على زيادة كمية الماء الداخلة لجسم الطائر وتقليل اللزوجة في القناة الهضمية ممّا يؤدّي إلى مرور أسرع لـلغذاء كما تعمل على تحفيز عمليات ما قبل الهضم ، وتحسين امتصاص العناصر الغذائية من الأمعاء، ويسرع عمل الهضم الإنزيمي للعلف، أدّى استخدام التغذية الرطبة في بداري التسمين إلى تحسين استهلاك العلف ووزن الجسم وايضاً أدّى إلى زيادة إنتاج البيض ووزن البيض الدجاج البيّاض.

ومن عيوب هذا النظام أنّه يزيد من فرص نمو الفطريات ممّا قد يبسبّب التسمّم الفطري، كما أنّه يصعب تطبيقه على نطاق تجاري.

نظام التغذية المزدوج (Dual Feeding Regime):

وفيه يتمّ تقديم عليقتين للطائر، ففي الصباح الباكر وبالليل عند انخفاض درجات الحرارة تقدّم علائق غنية بالبروتين وفي أوقات التي تزيد فيها درجات الحرارة تقدم علائق غنيه بالطاقة، حيث أنّ الحرارة الناتجة من تمثيل البروتين أعلى من تلك الناجمة عن تمثيل الطاقة.

مع الأخذ في الإعتبار زيادة بعض الأحماض الأمنية، مثل الميثيونين والأرجينين، لمواجهة زيادة متطلبات الأحماض الأمنية اللازمة لحفظ الحياة.

ومن عيوب هذا النظام صعوبة تطبيقه على نطاق تجاري، كما أنّه يؤثّر بالسلب على الأداء الانتاجي للدجاج.

إضافة الدهون إلى العلف:

الأعلاف الغنية في الطاقة لها تأثير ملحوظ في التخفيف الجزئي من آثار الإجهاد الحراري في الدواجن. كما ذكرنا سابقا فإنّه أثناء عملية التمثيل الغذائي ، تنتج الدهون حرارة أقلّ مقارنة بالبروتينات والكربوهيدرات وبالتالي فإنّ إضافة الدهون إلى التركيبات العلفية قد يكون إجراء جيد التطبيق في مناطق المناخ الحار لزيادة مستوى الطاقة وتقليل الآثار الضارة للإجهاد الحراري. تتمتّع الدهون والزيوت بقيمة طاقة عالية وحرارة أقل وهي ضرورية لامتصاص الفيتامينات التي تذوب في الدهون، هضم المواد الغذائية والإستفادة منها. في الحيوانات المجهدة بالحرارة، فإنّ إضافة الدهون والزيوت يعزّز تناول العلف ويعزّز الإنتاجية، ويقلّل من الحمل الحراري.

جودة العلف

تفقد الطيور الكثير من العناصر الغذائية نتيجة انخفاض استهلاك العلف، كما أنّها تفقد كثير من العناصر الغذائية أيضًا بسبب النوعية السيئة للعلف.

درجات الحرارة العالية والرطوبة العالية تخلق بيئة مثاليه لنمو الفطريات. يمكن للعفن أن يقلّل من جودة العلف عن طريق الإستفادة من العناصر الغذائية الموجودة في العلف قبل وصولها إلى الطيور. بالإضافة إلى ذلك فإنّ السموم الفطرية التي ينتجها العفن تؤثّر سلباً على الطيور في أجهزة أعضائها المختلفة مع تقليل التغلّب على تأثيرات الفطريات والسموم الفطرية، يمكن إضافة مثبّطات الفطريات ومضادات السموم الفطرية إلى الأعلاف.

كما أنّ مضادات الأكسدة تحمي الدهون والزيوت في العلف من التلف بسبب الأكسدة، ممّا يحافظ على جودة الأداء وكفاءة التغذية.

 

توازن الإلكتروليت: (DIETARY ELECTROLYTE BALANCE (dEB ))

من الأمور المهمّة في تغذية الدواجن والتي يغفل عنها البعض هو توازن الإلكتروليت الغذائي (dEB) للصوديوم (Na) والكلوريد (Cl) والبوتاسيوم (K) حيث أنّ الصوديوم والبوتاسيوم كاتيونات تحمل شحنة موجبة والكلورايد انيون يحمل شحنة سالبة.

وأهمية هذه العناصر لتغذية الدجاج بشكل عام، حيث تحافظ هذه الأيونات الأساسية على الضغط الأسموزي والتوازن الحمضي القاعدي لسوائل الجسم حيث أنّ الخلل في هذه العناصر يؤدّي إلى عدّة مشاكل واضطرابات أيضية نذكر منها:

  1. تأثير سلبي على الأداء الإنتاجي وخاصة معامل التحويل الغذائي
  2. زيادة رطوية الزرق مما يزيد من مشاكل الفرشة الرطبة.
  3. بعض الظواهر المرضية مثل الإستسقاء (Ascities or water belly) ، وظاهرة الموت المفاجىء (Sudden death Syndrome)

يتمّ حساب DEB عن طريق المعادلة التالية:

 (% Na/ 23 + % K/39.1 – % Cl/35.5) * 10،000

حيث تشير 23، 39.1 و35.5 إلى الوزن الذري لكل إلكتروليتات Na وK وCl على التوالي و10000 هو عامل الضرب.

لقد لوحظ فقدانًا شديدًا لأيون البيكربونات (NaHCO3) أثناء الإجهاد وقلوية الجهاز التنفسي. يوصى بزيادة NaHCO3 في الوجبات الغذائية للتحكّم في الخسارة وتقليل الإجهاد. يعد الحفاظ على DEB الأمثل في الصيف أمرًا ضروريًا لتحسين تناول العلف وزيادة اليوم ونسبة تحويل الغذاء (FCR) والتوازن الأسموزي والتبريد التبخيري الفعّال للجسم لتخفيف الإجهاد.

يوصى بزيادة DEB بنسبة 10 إلى 15% في الصيف مقارنة بالشتاء. إنّ استخدام كلوريد البوتاسيوم (KCl)، وكلوريد الأمونيوم (NH4Cl)، وNaHCO3 بالإضافة إلى NaCl المستخدم بانتظام سيساعد في تحقيق المستويات المطلوبة من DEB.

عملياً، بالنسبة لدجاج اللّحم يوصي بمستويات DEB أكثر من 240 خلال فصل الصيف.

يأتي الصوديوم في الأعلاف من الملح، وبيكربونات الصودا، ومسحوق اللحم والعظم، وومسحوق السمك، ويأتي البوتاسيوم من فول الصويا والأملاح الأخرى. في اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على نسبة عالية من كسب فول الصويا وMBM، لا يمثل DEB تحديًا أبدًا. يأتي التحدّي عندما تتم إضافة الكثير من البدائل والتي تكون أيضًا أقلّ قابلية للهضم.

بالنسبة للأمهات من mEq/kg 200-230

بالنسب ة  للدجاج البياض 250 mEq/kg

وتوجد بعض التوصيات بزيادة mEq/kg 11 وذلك لكل زياد1% بروتين عند مستويات بروتين (14-28%)

إضافة الفيتامينات والمعادن والإضافات الغذائية

يمكن أن تكون إضافة بعض الفيتامينات والإضافات الغذائية مفيدة في التخفيف من آثار الإجهاد الحراري. على سبيل المثال، فيتامين سي الاسكوربيك أسد : فيتامين C هو أحد مضادات الأكسدة القابلة للذوبان في الماء والذي يحمي من الإجهاد التأكسدي، يمكن لمكمّلات فيتامين C أن تقلّل مستويات الكورتيكوستيرون في الطيور وتمنع انخفاض تناول العلف. قد تكون مكمّلات الفيتامينات A وE وC مفيدة ليس فقط لأنّها مضادات الأكسدة والإجهاد الحراري يسبّب الإجهاد التأكسدي في الطيور، ولكن أيضًا لأنّه لا يتمّ تصنيعها بسهولة في الطيور التي تعاني من الإجهاد الحراري. ومن المعروف أيضًا أنّ فيتامين “ج” يحسّن المناعة من خلال تعزيز تمايز وانتشار الخلايا التائية والخلايا البائية. على الرغم من أنّ الدواجن يمكنها تصنيع فيتامين “ج”، إلّا أنّ الكمية محدودة أثناء ظروف الإجهاد الحراري. وبالتالي، فإنّ اضافة فيتامين “ج” هي إحدى الإستراتيجيات الفعّالة لتقليل الآثار الضارة للإجهاد الحراري في الدواجن.

وجد أنّ اضافة فيتامين سي (250 مجم / كجم من العلف) أدّى إلى تحسين معدّل النمو، وإنتاج البيض، وتحسّن في الإستجابة المناعية.

السيلينيوم:

ويعتبر السيلينيوم من العناصر المعدنية الصغرى (Trace minerals)   والتي لها دور هام في القيام بالعمليات الحيوية في الجسم. ونظراً لأنّ التربة تعاني من نقص في السيلينيوم في كثير من بلاد العالم فإنّ مواد العلف التي تنمو فيها عادة ما تعاني من نقص السيلينيوم، لذا كانت الحاجة إلى إضافة السيلينيوم إلى العلائق.

وجد أنّ اضافة السلينيوم كمضاد للأكسدة  إلى أعلاف الطيور المعرضة للاجهاد الحراري يمنع التضرر التأكسدي للغشاء المخاطي للبنكرياس والأمعاء. يعمل السيلينيوم كعامل مساعد للإنزيمات المضادة للأكسدة بما في ذلك الجلوتاثيون بيروكسيداز، ديسموتاز الفائق أكسيد واختزال ثيوريدوكسين. يزيل الجلوتاثيون بيروكسيديز أنواع الأكسجين التفاعلية، ويحمي الخلايا من أضرار الإجهاد التأكسدي ، ويمنع أكسدة الدهون والبروتين.

فيتامين ه

فيتامين E عبارة عن مجموعة من المركبات التي تحتوي على كلّ من التوكوفيرول والتوكوترينول، وهي قابلة للذوبان في الدهون ولها خصائص مضادة للأكسدة. يحمي فيتامين E أغشية الخلايا والأنسجة من أضرار الأكسدة الدهنية الناجمة عن الجذور الحرة ويعمل كمنظم للنشاط الأنزيمي الخلوي.

علاوة على ذلك، هناك أيضًا علاقة وثيقة بين السيلينيوم وفيتامين E؛ كلاهما يعمل على تحسين جهاز المناعة. تجدر الإشارة إلى أنّ المصادر المختلفة للسيلينيوم توفّر تغييرات مختلفة في جهاز المناعة.

يجب توفير احتياجات الدواجن من فيتامين E من خلال المكملات الغذائية لأنّها غير قادرة على تصنيع فيتامين E.

فيتامين أ :

يمكن أيضًا تخفيف التأثير الضار للإجهاد الحراري على إنتاج البيض عن طريق اضافة فيتامين أ (8000 وحدة دولية / كجم حيث أنّه مفيد لمناعة الدجاج المجهد بالحرارة. يحتاج الدجاج الذي يعاني من الإجهاد الحراري مباشرة بعد االلقاحات ضد فيروس نيوكاسل إلى تناول كميات أكبر من فيتامين “أ” للحصول على الحدّ الأقصى من إنتاج الأجسام المضادة . كما يمكن لفيتامين “أ” أن يخفّف من الإصابات التأكسدية الناجمة عن التعرض للحرارة والتحدي المناعي.

الكروميوم (Chromium) :

الكروم معدن أساسي، وهو جزء لا يتجزّأ من الكرومودولين وهو ضروري أيضًا لعمل الأنسولين. علاوة على ذلك، يشارك الكروم أيضًا في استقلاب الكربوهيدرات والبروتين والدهون والحمض النووي. يحفز الكروم وينظم عمل الأنسولين الذي يشارك في عمليات البناء فى الجسم. ذكرت الكثير من الأبحاث أن إضافة الكروم   لعلائق الدواجن أثّرت بشكل كبير على الإجهاد البيئي وتممنع التأثيرات السلبية للإجهاد عن طريق إضافة الكروم كما أدّى إضافة الكروم في علف الدواجن إلى تحسين معدّل النمو وكفاءة العلف.

وفي دراسة على استخدام الكروميوم (الكروم بيكولينات CrPic) بجرعات مختلفة (200، 400، 800 أو 1200 ميكروجرام / كج من العلف) في دجاج التسمين المجهد بالحرارة، وجد أنّ زيادة إضافة الكروم مرتبطة بزيادة في وزن الجسم وتناول العلف وجودة الذبيحة. كما لاحظوا انخفاضًا في مستوى الكورتيكوستيرون في الدم، والجلوكوز، والكوليسترول، وزيادة مستوى الأنسولين في الدم. علاوة على ذلك، وجد أنّ الشكل العضوي للكروم المضاف إليه كروميوم ميثيونين يحسّن الإستجابات المناعية الخلوية في دجاج التسمين أثناء الإجهاد الحراري. في الدجاج البياض، من 0.4-2 مجم كروم/كجم من العلف مثل CrPic  تحسّن الإستجابة المناعية، جودة البيض، وحدات هوف، وخفض تركيز الجلوكوز والكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم.

مراقبة الأكسدة في الأعلاف:

التحكّم في الأكسدة من بداية شراء الدهون والزيوت ذات الجودة العالية. ولكن، حتى مع الدهون الجيدة، يمكن أن تتأثر بالظروف التي تتعرض لها أثناء المعالجة والتخزين. العوامل مثل مدّة التخزين، والحرارة المستخدمة، وخلط مصادر الدهون المتنوعة، كلها يمكن أن تؤدّي إلى تكوين مركبات الأكسدة الضارّة. بالإضافة إلى ذلك، الأكسدة هي عملية لا يمكن التراجع عنها، وبمجرّد حدوثها، يصبح من الصعب التراجع عن الأضرار التي تسببّها. لذا، تقييم الأضرار الناجمة عن الأكسدة وحماية الدهون والزيوت المكمّلة من الأكسدة يعتبر جزءًا هامًا من برنامج التحكّم في الأكسدة.

برامج مكافحة الكوكسيديا:

من المهم اختيار مضاد الكوكسيديا المناسب لفصل الصيف، حيث أنّ بعض مضادات الكوكسيديا ليست مثالية. على سبيل المثال، يقلل النيكاربازين من تحمل الحرارة في دجاج التسمين، ويقلّل المونينسين من استهلاك الماء والأعلاف.

كما أنّ استخدام اللاسالوسيد، وهو ملح، يؤدّي إلى زيادة استهلاك المياه وقد يكون مثاليًا لفصل الصيف. ومع ذلك، ينبغي موازنة مستويات الملح في العلائق لتجنّب الفرشة الرطبة.

وقد ينصح باستخدام لقاحات الكوكسييا في فصل الصيف، واستخدام مضادات الكوكسيديا في فصل الشتاء.

 

البيتافين (البيتاين الطبيعي) والإجهاد الحراري:

البيتافين هو البيتاين الطبيعي ويوجد بصورة طبيعية في كثير من النباتات والحيوانات. ويعتبر مولاس بنجر السكر هو المصدر الرئيسى للبيتافين حيث يوجد البيتاين في بنجر السكر ولا يوجد البيتاين بكميات كبيرة في معظم مواد العلف المستخدمة في علائق الدواجن والحيوان، وبعكس النباتات وبعض الحيوانات فإن قدرة الدواجن لإنتاج البيتاين داخل الجسم ضعيفة ولهذا تظهر الحاجة إلى إضافة البيتاين إلى علائق الدواجن والحيوانات.

الإسم الكيميائي للبيتاين هو ثلاثي ميثيل الجليسرين حيث يحتوي على 3 مجموعات ميثيل مرتبطة بالحمض الأميني الجليسين وكما هو معلوم فإنّ مجموعة المثيل ضرورية للجسم حيث تحتاج الحيوانات الى مجموعة الميثيل وخاصة في فترات الإجهاد ومنها الاجهاد الحراري واجهاد النقل والتحصينات والإصابة بمرض الكوكسيديا وهذه المجموعة الكيميائية ضرورية للجسم حيث تدخل في العديد من التفاعلات التي تتمّ داخل الجسم.

نتيجة للإجهاد الحراري حدث إضطراب فى التوازن المائى فيتحرك الماء إلى خارج الخلايا نتيجة زيادة تركيز الأملاح ويحدث نتيجة لذلك إنكماش للخلايا نتيجة لإختلال الضغط الأسموزي، وإذا لم يحدث تعديل للضغط الأسموزي تتعرّض الخلايا للتدمير وبالتالي لا تقوم بوظيفتها.

وفي هذه الحالة يزداد إحتياج الطائر للطاقة الحافظة التى يستخدمها فى الحفاظ على التوازن المائي والآيوني وبالتالي تقليل الطاقة اللازمة للنمو والإنتاج. ويقوم البياتين بتقليل هذا التأثير حيث يعيد التوازن الأسموزي للخلايا ويمنع جفافها ويحافظ على وظائقها من خلال تراكمه داخل الخلايا حيث تقوم الخلايا بميكانيكية ضخ الآيونات أثناء الإجهاد وذلك للحفاظ على التوازن وهذه العملية تستهلك طاقة وعند إضافة البيتايين يتمّ توفير هذه الطاقة فيستخدمها الطائر في النمو والإنتاج وذلك يفسّر دور البيتافين في تحسين وزن الجسم ومعامل التحويل.

وفي تجربة قام بها الشناوي 2015 في مصر باستخدام 4 مستويات من البيتاين في علائق دجاج اللحم وأشارت النتائج التي تمّ الحصول عليها أنّ التغذية على البيتاين أثّرت بشكل إيجابي على متوسّط وزن الجسم، معامل التحويل الغذائي والزياد في لحم الصدر

تمّ تحقيق أعلى وزن للكتاكيت في العلف الذي تمّ تغذيته بـ 1.0 كجم / طن علف، يليها أولئك الذين يتغذون على البيتاين بمعدّلات بـ 2.0 و2.5 و1.5 و0.0 كجم / طن من البيتاين بترتيب تنازلي على التوالي.

كذلك حقّقت المجموعات التي تغذّت على البيتاين أعلى كفاءة اقتصادية نسبية وتراوح التحسن ما بين 8 و17 ٪ (ملخص نتائج التجربة موضّح في الجول التالي)

ملخّص التجربة: افضل نتائج من حيث الوزن، معامل التحويل، كفاءة اقتصادية تحقّقت عند استخدام 1 كجم بيتاين/طن علف، كل المعاملات التي استخدم فيها البيتاين أعطت نتائج أفضل من الكنترول

 

 

  الكنترول

 

بيتاين 1كجم/طن بيتاين 1.5 كجم/طن بيتاين 2 كجم/طن بيتاين 2.5 كجم/طن
وزن الجسم بالجرام 1853.9

 

1959.2 1898.5 1931.5 1929.4
الزياد في وزن الجسم بالجرام 1811.8 1916.9 1856 1889.4 1887.4
معمل التحويل

 

1.66 1.55 1.61 1.59 1.58
النافق%

 

3.85 1.92 1.92
لحم الصدر%

 

23.05% 24.73% 25.09% 24.60% 26.49%
الكفاءة الاقتصادية النسبية 100

 

117 108 109 109

 

 

التورين (Taurine): :

التورين، وهو حمض أمينو إيثان سلفونيك ب ، a b-aminoethanesulfonic acid مشتق من الأحماض الأمينية الحرّة ويوجد بكميات كبيرة في جميع الأنسجة الحيوانية تقريبًا، وله خصائص عديمة اللّون والرائحة ، لقد ثبت أنّ التورين يلعب دورًا في ربط الأحماض الصفراوية ، والتحكّم في الضغط الأسموزي داخل الخلايا ، والحماية من مضادات الأكسدة وفي تخفيف الإجهاد الحراري والحفاظ على توازن الكالسيوم .

أظهرت إحدى الدراسات أنّ إضافة 0.1٪ من التورين في مياه الشرب أدّت إلى تحسّن ملحوظ في وزن الجسم النهائي لدجاج اللحم المجهد حرارياً. علاوة على ذلك، تمّ خفض التعبير عن بروتينات الصدمة الحرارية في دجاج التسمين المضاف إليه التورين مما يشير إلى تحسن التحمل الحراري في هذه الطيور تحت الضغط الحراري.

الخلاصة:

ينبغي اعتماد استراتيجية متعدّدة الأوجه لإدارة الإجهاد الحراري في صناعة الدواجن. وتمثّل التغذية واحدة من الطرق المستخدمة في التغلّب على الإجهاد الحراري، إلّا أنّه يجب أن تكون الإتجاهات المستقبلية في صناعة تربية الدواجن مهيّأة لتغيير كيفية التعامل مع الإجهاد الحراري في الدجاج. هناك حاجة إلى التحكم الدقيق في المناخ، باستخدام أجهزة الإستشعار المتطوّرة والأنظمة الآلية لضبط درجة الحرارة والرطوبة والتهوية داخل بيوت الدواجن بشكل أتوماتيكي.

كما أنّ هناك دوراً هام لشركات السلالات لاستنباط  سلالات دواجن مقاومة للحرارة نتيجة للتطوّرات الوراثية، كما أنّ ه على أخصائيي التغذية أن يقوموا باستخدام الإضافات والإضافات الغذائية الغنية بالمواد المغذية التي تنظّم درجة حرارة الجسم هي أدوات حاسمة لتعزيز مقاومة الطيور للإجهاد الحراري.

و على الرغم من أنّ بعض استراتيجيات التغذية من الصعب تنفيذها عملياً، وخاصة مع انظمة التربية المكثفه، فإنّ العديد من الممارسات التي تمّت مناقشتها في هذه المقالة أظهرت تأثيرات مفيدة لتقليل الإجهاد الحراري على الدواجن.

إعداد: د/ خالد عكاشه

دكتوراه في تغذية الدواجن

مدير فني اقليمي لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا

دانيسكو لتغذية الحيوان (IFF)

ألمانيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Message Us on WhatsApp